في إطار الاهتمام الدائم من شركة يوسف بن أحمد كانو بأعمال الخير وإقامة المشروعات ذات الخدمة العامة والمساهمة الايجابية الفعالة في المشروعات الدينية والثقافية والاجتماعية والخيرية ودعما لمسيرة العلم وتشجيعاً للمفكرين والعلماء من أبناء الأمة العربية في مجالات الدراسات الإسلامية، والمال والاقتصاد والأعمال، ومجالات العلوم والآداب المختلفة..

فقد قررت شركة يوسف بن أحمد كانو تخصيص جائزة لتكريم الفائزين سنوياً باسم "جائزة يوسف بن أحمد كانو"، وتهدف الجائزة إلى إيجاد الحافز للأعمال الفردية أو الجماعية المتميزة التي تساهم في إحداث إضافة نوعية في مجتمعاتنا العربية، ومن جهة أخرى تكون بمثابة شهادة تقدير وتكريم لهؤلاء المتميزين والمبدعين. وقد خصصت الشركة مبلغ ستة ملايين دولار أمريكي وقفاً لحساب الجائزة يخصص من ريع هذا المبلغ سنوياً جوائز تكريمية في المجالات المحددة، ويتولى إدارة شئون الجائزة مجلس أمناء ومكتب تنفيذي لتسيير الشئون الإدارية والمالية.

ويرجع قسط كبير من نجاحات بيت كانو التجاري وشركاته على مدى أكثر من مائة عام إلى الإهتمام بالعلم والتفوق العلمي، فقد أوصى المؤسس يوسف بن أحمد كانو على ضرورة تعليم أبناء الأسرة والأحفاد ، إيماناً منه بأن العلم مفتاح الحياة والرقي والنجاح، لهذا أرسل أبناء أخوانه وأخواته إلى الجامعات في بداية القرن العشرين لتلقي العلم قبل أن يمارسوا التجارة وعلى أثر ذلك استطاعوا بحكم تعليمهم وخبرتهم الحصول على المزيد من الأعمال التجارية المختلفة، كما ذهب الجيل الثالث في بداية الأربعينيات إلى بيروت للدراسة في الجامعة الأمريكية ثم إلى انجلترا والولايات المتحدة الأمريكية، وهكذا أصبح العلم والتفوق العلمي من القيم العائلية الثابتة والمتواصلة إلى اليوم والتي وضع بذورها مؤسس الشركة ورائدها الحاج يوسف بن أحمد كانو والذي وصف بأنه: "يشاطر أهل العلم علمهم وأهل الأدب أدبهم بما يتحلون به في مجالسهم"، كما أهتم بتعليم الآخرين، وسعى إلى نشر العلم بطبع العديد من الكتب التي أوقفها على العلماء والفقهاء وطلبة العلم والدارسين.


تاريخ الجائزة

فقد قرر مجلس الأمناء طرح ثلاثة مواضيع معرفية كل عام للتنافس عليها من قبل المبدعين والباحثين من أبناء وبنات الأمة العربية في الوطن العربي الكبير بما فيهم أبناؤنا وبناتنا المهاجرين العرب في شتى بقاع العالم؛ وذلك في ثلاثة مجالات حسب توصيات مجلس الأمناء في كل دورة.

وهكذا تكون فكرة الجائزة تجسيداً لفكر وطموحات الوجيه احمد بن علي كانو رحمه الله الذي كان يشغل منصب رئيس مجلس إدارة مجموعة شركات يوسف بن أحمد كانو للفترة (1952 - 1997) وانطلاقاً مما كان يتحلى به من الوفاء والحكمة فقد قام بالتشاور مع جميع أعضاء أسرة كانو حول إنشاء جائزة تحمل اسم المؤسس الأول الحاج يوسف بن أحمد كانو رحمه الله تخليداً لذكراه على المستوى العربي حيث أشتهر بحب العلم والعلماء ومساعدة طلاب العلم إلى جانب مساهماته في الأعمال الخيرية ومعاملاته التجارية التي اتسمت بالسماحة والأمانة والصدق والوفاء.

وقد تم تكليف الوجيه عبد العزيز بن جاسم كانو رئيساً لهذه الجائزة على أن يقوم بتشكيل مجلس من ذوي الخبرات والكفاءات العلمية والوطنية لإدارة أعمال وبرامج هذه الجائزة، فبادر بالاتصال بأهل الخبرة لطرح الفكرة وبلورتها وقد قام بزيارة العديد من أساتذة الجامعات والمفكرين في المنطقة لتبادل الآراء معهم حول إنشاء الجائزة وتحديد مساراتها حتى أصبحت الفكرة برنامج عمل يمكن الاعتماد عليه في مسيرة الجائزة.

وأصدر مجلس إدارة مجموعة شركات يوسف بن أحمد كانو قرارا بإنشاء الجائزة ورصد مبلغ ستة ملايين دولار أمريكي وقفا عليها وذلك لاستثمارها والصرف منها . وحدد ثلاث جوائز سنوية قيمة كل جائزة خمسون ألف دولار أمريكي بالإضافة لجوائز أخرى في تخصصات منوعة تشكل دافعاً إضافياً وزيادة مساهمة الجائزة في الإبداع والإنجاز الرائد والمميز. حيث صدرت موافقة سعادة وزير شؤون مجلس الوزراء والإعلام على إنشاء الجائزة بالقرار رقم (4) لسنة 1998 ونشرة بالجريدة الرسمية ( البحرين ) بالعدد رقم 2346 في يوم الأربعاء 12 رجب 1419 هـ الموافق 11 نوفمبر 1998م.

ويرأس الجائزة حالياً السيد خالد بن محمد كانو الرئيس التنفيذي للمجموعة والذي يحمل معه مشروع تطوير الجائزة برؤية شمولية لتشجيع الفئات الشبابية المبدعة والمميزة بالإضافة للفعاليات الأخرى.


الرعاية السامية

ودعماً لتوجهات القيادة في تشجيع الإبداعات العلمية والاقتصادية والثقافية فقد استقبل صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة أعضاء مجلس أمناء جائزة يوسف بن أحمد كانو، مرحباً بمشروع الجائزة وأكد مباركته له ودعمه وتشجيعه..

ومع انطلاقة إشهار الجائزة فقد تشرف السيد عبد الله بن علي كانو رئيس مجلس إدارة المجموعة والسيد مبارك بن جاسم كانو نائب الرئيس والسيد عبد العزيز بن جاسم كانو رئيس مجلس الأمناء وأعضاء المجلس بزيارة صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر حفظه الله ورعاه و صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد الأمين وذلك لشرح منطلقات هذه الجائزة وأهدافها وقد بارك أصحاب السمو حفظهم الله هذه البادرة الخيرة وأبدوا دعمهم ومؤازرتهم للجائزة. حيث كان ذلك في عام 2000 م.